مقال

عميل الألفية

بيئة تجارة التجزئة تعيش حالة من التغيير وكذلك عملاؤها.

أكتوبر 31, 2017

بيئة تجارة التجزئة تعيش حالة من التغيير وكذلك عملاؤها.

جيل الألفية هو ذلك الجيل المولود بين عامي 1980 و2000. وطبقاً لتقارير شركة أكسفورد إكونوميكس، فقد بلغ تعداد السكان من الفئة العمرية (15 إلى 34 سنة) 20 مليون نسمة في عام 2016، بما يمثل 41% من إجمالي تعداد السكان في منطقة الخليج.

ويرى تجار التجزئة في هذه الشريحة من العملاء التي تتميز بالثقافة وحسن الاطلاع القوة الدافعة لهم، إذ تمتلك تلك الشريحة القوة للتأثير في اتجاهات تجارة التجزئة ومستويات الإنفاق. وعندما يقوم أبناء جيل الألفية بالتسوق، فإنهم يرغبون في الاستمتاع بتجربة بيئة التجزئة التي لا تقف عند العنصر المادي لعملية التسوق المقتصر على توفير السلع والبضائع. ومع تزايد أعداد هذه القاعدة من العملاء، تزداد كذلك حاجة تجار التجزئة والمطورين لتلبية هذه المتطلبات من أجل ضمان زيادة رواج خدماتهم ومنتجاتهم.

ويرتبط بناء بيئات تجارة التجزئة التجريبية ارتباطاً وثيقاً بصناعة أماكن التجزئة، وهي عملية تدمج بين فن صناعة الأماكن واعتماد منهج يتمحور حول الأفراد عبر كافة مراحل التخطيط والتصميم والتسويق والإدارة. ولا يقتصر الأمر على إيجاد المزيج المناسب من المتاجر بل يلزم كذلك دراسة سمات وخصائص كل متجر من المتاجر.

ويتزايد استكشاف هذه الثقافة في الشرق الأوسط من خلال تطبيق أفكار فريدة في تصميم متاجر التجزئة، ويعتبر متجر أبل مثالاً واضحاً على هذه الحقيقة، إذ يعمل المتجر باستمرار على تحقيق الإبداع وجذب العملاء، والترويج لمنتجاته بشكل استراتيجي باعتبارها منتجات ثورية يتوق المستهلك لاقتنائها. وبتطبيقه لهذه الاستراتيجية، يُعد متجر أبل أحد الأماكن الأكثر ارتياداً الذي تمتد أمامه طوابير الانتظار حتى قبل بدء ساعات العمل في المتجر وإطلاق المنتجات. ويمتد متجر أبل في دبي مول على مساحة طابقين يطلان على نافورة دبي، ويمتازان بتصميم عصري ومنطقة جلوس ومنطقة خضراء مما يخلق مساحة مريحة للتجول واستكشاف المنتجات.

تأثير التكنولوجيا

ومن بين الأمثلة الأخرى لأفكار تصميم متاجر التجزئة الرائجة متجر “ستومبينج جراوندز” في الجميرا، الذي رسخ مكانته باعتباره مركزاً متخصصاً في صناعة القهوة يمتاز بديكور صناعي حضري ومنطقة جلوس في الهواء الطلق تبعث على الاسترخاء. ويقوم المتجر بانتظام بنشر صور للأطعمة التي يقدمها على حسابه على موقع إنستغرام للترويج للمأكولات والمشروبات التي يوفرها.

وقد تربى جيل الألفية على التكنولوجيا واعتاد على استخدامها في جميع جوانب حياته، بدءاً من استعراض المنتجات على الإنترنت إلى استخدام التطبيقات الرقمية لتوصيل الطعام (Deliveroo وUberEATS) وعند استدعاء سيارات الأجرة (Uber) أو مشاركة الأفكار الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك، تويتر، سناب شات). ولا عجب في أن يتوقع أبناء هذا الجيل دمج التكنولوجيا في بيئة متاجر التجزئة المادية أيضاً. وها هي ظاهرة “إنترنت الأشياء” تشق طريقها لحياتنا بخطى سريعة، ومن المتوقع أن يتصل من خلالها كل جهاز أو “شيء” ذكي بشبكة الإنترنت مما سيمكّن تجار التجزئة من تقديم تجربة أكثر تجاوباً مع المستهلكين.

ويحتاج تجار التجزئة إلى ضمان استكشاف مختلف الجوانب التي تجذب جيل الألفية، بما في ذلك تصاميم المتاجر الجذابة والتجارب الشخصية المتميزة عن غيرها وخيارات الخدمة الذاتية. بينما يتعين على المطورين توفير بيئات معتمدة على التكنولوجيا وتتسم بالمرونة وروح التجربة والراحة. ويزداد أعداد المطورين الذين يتواصلون مع جيه أل أل سعياً لتطبيق هذه الاستراتيجيات مع تصاعد الحاجة لامتلاك متاجر تجزئة أكثر إبداعاً وقدرة على المنافسة. ومن بين هؤلاء المطورين الفيصلية مول في الرياض الذي كلف شركة جيه أل أل بتطبيق استراتيجية إعادة تحديد مركز المول داخل السوق وتجديد مزيج المستأجرين في المول، وقد نجحت جيه أل أل في إعادة تأجير 80% من إجمالي المساحة القابلة للتأجير في المول.

لقد أدت العولمة وثقافة السفر واندماج أنماط الحياة إلى توحيد التفضيلات بشكل أو بآخر، وخلق قاعدة أكبر من جيل الألفية. وأجبر ذلك المطورين وتجار التجزئة والاستشاريين على إعادة تقييم نماذج تجارة التجزئة التي يتبعونها لجعلها أكثر جاذبية وإثارة لهؤلاء العملاء. ويلزم بذل جهد مشترك من جانب تجار التجزئة والمطورين لخلق البيئات التي تسترعي انتباه العملاء.

وهكذا يتبين لنا أن مفهوم تجارة التجزئة الجديد لا يقتصر على المنتجات التي يتم بيعها، بل يتعلق أيضاً بالذكريات والقصص التي يخلقها.

هل ترغب في معرفة المزيد؟ تواصل مع الفريق