مقال

أنت على موعد مع مدير سعادة ورضا الموظفين!

تابعنا جميعاً الصيحات الجديدة في تصميم أماكن العمل والتي تهدف إلى إسعاد الموظفين.

يناير 22, 2018

تابعنا جميعاً الصيحات الجديدة في تصميم أماكن العمل والتي تهدف إلى إسعاد الموظفين. وتأخذ هذه الصيحات الجديدة أشكالاً مختلفة منها توفير طاولات لتنس الطاولة ومقاعد البين باج، وربما زحليقة، إذ أصبحت الشركات تسعى بين عشية وضحاها إلى ضمان أن جميع موظفيها سعداء ويشعرون بتحقيق الذات. وإحقاقاً للحق، طاولات تنس الطاولة ممتعة إلى حد كبير وإضافة مفيدة لأي مكتب، ولكننا جميعاً نعلم أن السعادة وتحقيق الذات أبعد كثيراً من هذا.

وقد نشرنا هذا الأسبوع أحدث تقاريرنا تحت عنوان “بيئة العمل: التمكين من خلال التجارب الإنسانية” والذي جرى إعداده بالتشاور مع ما يزيد عن 40 شركة ومؤسسة عالمية، وتتضمن هذه الدراسة استبياناً لآراء ما يزيد عن 7300 موظف من 12 دولة مختلفة من جميع أنحاء العالم. ويكشف التقرير عن حقيقة أن مساعدة الموظفين على الشعور بالراحة أكثر من مجرد خطوة روتينية في محاولة لتحقيق الموازنة بين الحياة العملية والحياة الشخصية. والأكثر من ذلك أن الشركات سوف تحقق فوائد ملموسة أكثر عندما تدرك أن التجربة التي توفرها لموظفيها في بيئة العمل تصب في مستويات شعور هؤلاء الموظفين بالمشاركة والتمكين وتحقيق الذات في العمل.

المرح والألعاب

وقد خلصت الدراسة التي أجرتها جيه أل أل إلى أن 70% تقريباً من الموظفين على مستوى العالم يؤمنون بأن بيئة العمل ينبغي أن تعزز شعور الموظف بالسعادة.

في حين أشارت نسبة 12% فقط من الشركات إلى أن أماكن العمل ينبغي أن تتضمن بعض الألعاب، ومن هذا يتضح أنه ربما تكون هناك حالة من الانفصال بين ما يريده الموظفون من مكان عملهم وما تعتقد الشركات أن الموظفين يريدونه من مكان عملهم.

المسؤول عن الرفاهية

وأشار تسعة تقريباً من كل عشرة مشاركين إلى رغبتهم في وجود مدير لسعادة ورضا الموظفين بحيث يكون هذا المدير هو الشخص المسؤول رفاهية الموظفين. وتتفق جموع الأيدي العاملة في المملكة المتحدة – إلى حد ما – مع هذا المتوسط العالمي حيث يرى 85% من العاملين في المملكة المتحدة أن تعيين مدير لسعادة ورضا الموظفين فكرة صائبة.

ومن الملاحظ أن أهمية السعادة في بيئة العمل أصبحت واحدة من القضايا المتأصلة مؤخراً في بعض من أكبر الشركات العالمية. فها نحن نرى جوجل بتعيينها مديراً لسعادة ورضا الموظفين، وفيرجن بتطبيقها منظومة لمشاورة الموظفين في تصميم المكاتب تتصدرا مشهد جعل الموظفين محور الاهتمام في تصميم أماكن العمل. ومن المنتظر أن تحذو كثير من الشركات هذا الحذو.

وقت للعمل والمرح أيضاً

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما سر هذا التركيز المفاجئ في ظاهره على السعادة في بيئة العمل بعد عقود من اعتبار هذه المسألة واحدة من القضايا الثانوية؟ وقد تزايد إدراك المدراء لحقيقة أن أفضل الموظفين أداءً هم الموظفون الذين يستمدون الإلهام من بيئة عملهم، إذ تزيد إنتاجية الموظفين ومشاركتهم في العمل متى شعروا بالسعادة وتحقيق الذات. وفي نفس الوقت، زادت مطالب الجيل الجديد من الموظفين، فأصبحوا يبحثون عن المؤسسات والشركات التي يؤمنون بقيمها ويشعرون في بيئتها بالدفء والراحة.

ولعلك تحاول الآن استيعاب الأمر وتطرح المزيد من الأسئلة حول كيفية تحقيق هذا. لا تحتار، فنحن لدينا بعض الإجابات المذهلة، فقد أظهر الاستبيان الذي أجرته جيه أل أل تجنب الموظفين العمل في بيئات وأماكن العمل التقليدية حيث أشارت نسبة كبيرة من الموظفين المشاركين في الاستبيان (37%) إلى رغبتهم في الهروب من المكاتب التقليدية، بينما تبحث نسبة أخرى (40%) عن أماكن عمل تحفز نشاطهم والأماكن المصممة من أجل المساعدة على التركيز (47%).

ابحث لنفسك عن مكان تشعر فيه بالسعادة

عادة ما يشارك الموظفون الذين تُمكنهم شركاتهم في تصميم البيئة المادية المحيطة. بينما يُدرك الموظفون الذين يشعرون بتحقيق ذاتهم أن احتياجاتهم يُنظر إليها بعين الاعتبار عند تصميم أماكن العمل.

ولا شك أن أغلب الموظفين الذين قضوا عشر سنوات أو أكثر في سوق العمل قد عايشوا بيئات العمل التقليدية التي اتسمت بتصميماتها الجامدة التي يتعين على الموظفين التأقلم معها. وفي حين يجري العمل حالياً على تصحيح وتعديل هذا المفهوم، لا تزال هناك رحلة طويلة للوصول إلى بيئة العمل المرجوة. وعلينا أن لا ننسى أن تعزيز التجارب البشرية يعني زيادة التعقيد وأن التعقيد جزء رئيسي من منهج الاستمرار والنجاح للأعمال في المستقبل.

هل ترغب في معرفة المزيد؟ تواصل مع الفريق